(يُعدّ هذا المقال مرجعًا قانونيًا شاملًا، موجهًا للأفراد والشركات)
عندما تبدأ دعوى قضائية في المملكة العربية السعودية، تأتي الجلسة الأولى كمرحلة حاسمة في مسار النزاع. حضورك أو غيابك في تلك الجلسة قد يصبح له أثر كبير على حقوقك، سواء كنت مدّعٍ أو مدّعى عليه. في بيئة تتسارع فيها الإجراءات القضائية الرقمية والأنظمة المحدثة، يصبح تجنُّب الغياب والالتزام بإجراءات الحضور أمرًا ضروريًّا لحماية مصالحك.
الجلسة الأولى غالبًا ما تُستخدم لتثبيت الوقائع، تسجيل بيانات الأطراف، حججهم، والردود الأولى أمام القاضي.
وفقًا للمادة 20 من “قانون العدل والإجراءات المدنية” (أو اللوائح المماثلة)، إذا غاب المدّعى عليه أو المدّعي بدون عذر مقبول، قد يُحكم عليه الحكم الغيابي أو تُعتبر الدعوى مرفوضة.
في النظام القضائي السعودي، وخصوصًا مع التوسع في الخدمات الإلكترونية القضائية، تغيّرت سرعة الإجراءات؛ فغيابك يمكن أن يُسرّع إصدار حكم أو تأييد طلب الطرف الآخر.
المدّعي (طالب الدعوى): إذا لم يحضر الجلسة الأولى بعد تبليغه، قد يُصدر القاضي قرارًا باعتبار الدعوى مرفوضة أو تُلغى الدعوى إذا لم يُطلب استئنافها خلال مهل معينة.
المدّعى عليه: إذا غاب بعد تبليغه المشروع أو خوله وكيل، فإن القاضي قد يحكم في الدعوى غيابيًا إن كانت الوثائق جاهزة ومُعتمدة.
قد تضيع عليك فرصة تقديم دفاعك أو إرفاق مستندات تدعم موقفك، أو تفتقد الفرصة لتقديم اعتراضات أو تحفظات قانونية ضمن وقتها المحدد.
التأخير أو الغياب قد يُعطي الطرف الآخر ورقة قوة قانونية إضافية، ويُسهّل عليه تنفيذ قرارات أو أحكام قضائية لاحقة.
تحقق من تبليغك الرسمي: احرص على أنك تلقيت جميع الإشعارات (ورقيًا أو إلكترونيًا) بموعد الجلسة، ودليل حضورك مفوَّض.
حضّر مستنداتك: نسخة الدعوى أو الطلب، المستندات الداعمة، الهوية أو الوكالة إن وجدت، بيانات المدّعى عليه أو المدّعي.
راجع موضوع الدعوى أو الدفاع: جهّز ملخّصًا موجزًا يُبرز موقفك القانوني والنقاط التي ستُطرح خلال الجلسة.
الوصول المبكر إلى المحكمة أو حضور عبر الرابط الإلكتروني إذا كانت الجلسة افتراضية (نظام “ناجز” أو “إلكترونيات”).
ارتدِ الملابس الرسمية المناسبة، واحترم البروتوكول القضائي. حضورك يعطي انطباعًا إيجابيًا ويساعد في بناء الثقة مع القاضي.
لا تفترض أن “غيابي لا يضرّني”؛ فالقوانين والأنظمة في السعودية تنصّ بصراحة على نتائج الغياب.
إذا كنت تضطر للتغيّب لسبب مقبول، أبْدِ الأمر بإخطار المحكمة أو تقديم طلب تأجيل في حينه.
استعن بمحامٍ مختص في حال القضية معقّدة أو فيها خلاف كبير؛ المحامي يمكن أن يُمثّلك أو يقدّم دفاعك أو تحفظًا أثناء الغياب.
قم بتوثيق كل تعاملاتك: خذ صورًا أو نسخًا من الإشعارات، وأدِل الشخص المسؤول بالوكالة إن كنت غير قادر على الحضور مباشرة.
استعد للمتابعة بعد الجلسة الأولى: غالبًا ما يُحدّد القاضي جدولًا لاحقًا للإجراءات أو طلبات الإثبات — تأكد من الحلول المتاحة لك.
الحضور في “الجلسة القضائية الأولى” ليس مجرد إجراء شكلي، بل خطوة استراتيجية قد تغيّر مسار الدعوى من بدايتها. كما أن الغياب أو التأخر قد يُكفّرك عن فرص الدفاع ويُسهّل للطرف الآخر الوصول إلى حكم سريع أو تنفيذ مباشر.
إذا كنت مقبلًا على أول جلسة لك، أو تحتاج مساعدة قانونية للتحضير — فريق عدل قاف للمحاماة والاستشارات القانونية في الرياض جاهز لدعمك قانونيًا لضمان حقوقك وتجنّب المخاطر.
🔗 تواصل معنا adelqaff.com
