الأساس الشرعي لحق الزوجة في السكن
أكد الفقهاء أن السكن من النفقة الواجبة على الزوج، وهو جزء من التزاماته تجاه زوجته. واستدلوا على ذلك من قوله تعالى:
"أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُم مِّن وُجْدِكُمْ" (الطلاق: 6).
وهذا يدل على وجوب توفير مسكن يليق بالزوجة، يحقق لها الأمان والخصوصية.
السكن المستقل في النظام السعودي
وفقًا لنظام الأحوال الشخصية السعودي الجديد (2022)، يلتزم الزوج بتوفير مسكن شرعي مستقل للزوجة. ويُقصد بالمسكن الشرعي:
أن يكون لائقًا بمستوى الزوجين الاجتماعي.
أن تتوفر فيه متطلبات الحياة الأساسية.
أن يضمن للزوجة الخصوصية وعدم الإضرار بها.
وبالتالي، فإن الزوجة لها الحق القانوني الكامل في المطالبة بمسكن مستقل إذا كان السكن المشترك مع أهل الزوج يسبب لها مضايقات أو ينتهك خصوصيتها.
متى يحق للزوجة طلب سكن مستقل؟
يمكن للزوجة أن تطلب سكنًا مستقلًا في الحالات التالية:
إذا كان العيش مع أهل الزوج يؤدي إلى مشاكل متكررة أو تدخل في حياتها الزوجية.
إذا تعرضت لمضايقات من أهل الزوج.
إذا لم يتوفر لها حدٌّ أدنى من الخصوصية.
إذا نص عقد الزواج على حقها في سكن مستقل.
موقف المحاكم السعودية
المحاكم الشرعية في السعودية غالبًا ما تنصف الزوجة إذا تقدمت بطلب سكن مستقل وأثبتت حاجتها لذلك. وقد صدرت عدة أحكام تلزم الزوج بتأمين مسكن مستقل للزوجة متى رأت المحكمة أن سكن الزوج مع أهله يلحق الضرر بالزوجة.
حلول وسط بين الزوجين
في بعض الحالات قد يقترح القاضي أو المستشار الأسري حلولًا وسط، مثل:
تخصيص جناح أو شقة منفصلة داخل نفس المبنى لأهل الزوج.
الاتفاق على فترة انتقالية قبل الانتقال لسكن مستقل.
مراعاة الظروف المادية للزوج إن كان غير قادر على الفور.