مع التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI)، أصبح بالإمكان إنشاء نصوص، صور، مقاطع فيديو وحتى موسيقى بضغطة زر. هذا التغيير يثير سؤالًا قانونيًا معقدًا: من يملك حقوق المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي؟
في السعودية، حيث تتسارع خطوات التحول الرقمي ورؤية 2030، يبرز هذا النقاش بشكل أكبر مع دخول الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، من الإعلام إلى التعليم والتجارة الإلكترونية.
حتى الآن، لا يوجد في النظام السعودي نص صريح يحدد ملكية المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي. لكن يمكن الرجوع إلى القوانين القائمة مثل:
نظام حماية حقوق المؤلف السعودي الذي ينظم حقوق الملكية الفكرية للأعمال الأدبية والفنية.
نظام حماية البيانات الشخصية (PDPL) الذي يحدد كيفية التعامل مع البيانات المستخدمة في تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
الاتفاقيات الدولية التي انضمت إليها المملكة مثل اتفاقية برن لحماية المصنفات الأدبية والفنية.
حقوق المؤلف عالميًا تُبنى على وجود مبدع بشري خلف العمل. لكن في حالة الذكاء الاصطناعي:
هل يُعتبر المبرمج أو المطوّر هو صاحب الحق لأنه أنشأ الخوارزمية؟
أم أن المستخدم الذي أدخل الأوامر للنظام هو صاحب الحق؟
أم أن المحتوى يُعتبر "ملكًا عامًا" لأنه لا توجد جهة بشرية مباشرة قامت بالإبداع؟
المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي: تُعتبر الأعمال الناتجة عن الذكاء الاصطناعي بدون مؤلف بشري غير محمية بحقوق الطبع والنشر.
الولايات المتحدة: مكتب حقوق المؤلف الأمريكي رفض تسجيل أعمال أنشأها الذكاء الاصطناعي بالكامل دون تدخل بشري.
الصين: بدأت بالاعتراف ببعض الحقوق للمحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي إذا كان هناك تدخل بشري واضح.
من المرجح أن يتجه القانون السعودي نحو:
حماية حقوق المستخدم البشري الذي يستعمل الذكاء الاصطناعي كأداة لإنشاء المحتوى.
وضع ضوابط تضمن أن الشركات والمبدعين لا يستخدمون بيانات أو محتويات محمية بدون إذن.
تعزيز دور الهيئة السعودية للملكية الفكرية (SAIP) في تنظيم الأعمال الناتجة عن الذكاء الاصطناعي.
مراعاة الجانب الشرعي، بحيث يتوافق التنظيم مع القيم الإسلامية والضوابط الأخلاقية.
الشركات الناشئة: ستحتاج إلى صياغة عقود واضحة مع المطورين والمستخدمين لتحديد الملكية.
المبدعون: يمكن أن يستخدموا الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة، لكن حقوقهم مرتبطة بمدى تدخلهم وإبداعهم البشري.
القطاع القانوني: ستظهر حاجة متزايدة إلى محامين متخصصين في الملكية الفكرية والذكاء الاصطناعي.
ملكية المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي في السعودية ما زالت موضوعًا مفتوحًا للنقاش، لكنها خطوة قادمة لا محالة ضمن إطار تشريعي جديد.
ومع استمرار التغيرات التقنية، سيبقى دور المحامي المتخصص أساسيًا لتوضيح حقوق الشركات والأفراد وحمايتها من النزاعات المستقبلية.
📩 إذا كانت شركتك تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء المحتوى، من المهم أن تستشير خبيرًا قانونيًا لتجنب أي إشكاليات متعلقة بالملكية الفكرية.
